Tuesday, May 30, 2006

أما هذه.. فرقصتي أنا

أما هذه.. فرقصتي أنا


تخيلت نفسي أكثر من مرة وأنا أرقص البالية، حتى اكتشفت أنه لا يناسبني. لم أخلق للمشي على أطراف الأصابع.. ولا التحليق في دوائر..لا تستبد بي السعادة دوما حتى أنشر الياسمين حولك أينما حللت.. لا أتحرك كالنسمة دون أن تشعر بي..لا أبرع في الاتزان على ساق واحدة، ولا يد واحدة، بل أنغمس.. بحواسي وأطرافي وأنفاسي مع الأرض. الطفو الهاديء لا يناسبني يا عزيزي وأنت تعرف هذا جيدا..

الفالس لا يناسبني أيضا.. لا اطيق ارتداء المشد والمشي بظهر مفرود.. لن أقيد شعري.. لن أشبههن.. وإن لم تعجبني لن ابتسم لك مجاملة عند توقف الموسيقى.. ولا يناسبني الفالس لأنني إن قبلت الرقص معك، فلن أقبل أن أقايضك بأحد.. ولا يناسبني لأنني لن اسمح ليديّ ألا يلمسا كتفيك.. القفازات البيضاء لا تروقني يا عزيزى وأنت تعرف هذا جيدا..

حين أرقص لك، سأقف في مداخل عروقك.. وسأرتدي الفستان الأحمر المنفوش.. شعري سيكون أهوشا وقدماي حافيتين.. لن أضع سوى الكحل.. وسأعرفك على سحر اسمه فلامنكو..

وعندما أضرب الأرض بقدمي ستعرف معنى احتجاجي على أيام لم تكن فيها معي.. ستعرف أنني لا أخضع للظروف ولا تؤثر في النشرات الجوية.. سترى أشجارا تورق من ضلوعي برغم العطش.. سترى الشمس والقمر والنجوم وأقواس قزح.. سترى مآذنا وصلبانا وهنودا يرقصون حول النار.. سترى أطفالا بأسنان أمامية مكسورة ونساءا في ثياب النوم وعجائز يتلون صلواتهم الأخيرة..

ستصيخ السمع يا عزيزي.. ستنتظر سماع العصافير، وسيفلت من أوتار الجيتار الإلكتروني نشاز منفرد.. ستداهمك رائحة القرفة والقرنفل والشيكولاتة والنعناع و"طبخة" اليوم. وعندما تفكر أن تبعد عني ستأخذك دوامة الألوان.

سأضرب الأرض ولا أدري.. قد تنفجر من تحت قدمي أنهار العسل.. وقد يجتاحك طوفان الملح.. قد أمنيك بقبلات في طزاجة الأقحوان.. وقد تفاجئك انحنائة لتيوليب حزين..

سأضرب الأرض .. ربما تطير الفراشات.. ربما تغادر شرانقها في صحوة مباغتة للروح.. ربما تتركك وحيدا وربما تقودك لعناوين الجرح..

سأرفع يدي للسماء بمروحة الدانتيل الأسود .. ستنزل لتعبر وجهي وتستقر لحظات تحت عينيّ.. وقتها ستتحين مني نظرة لوجهك.. سأرى مجرى لنهر ثائر في عينيك وحرائق..سابتسم وارتبك واتلعثم.. ساستغرب بدائيتي وجنوني.. ساستغرب خجلي وجموحي واحجامي أمامك.. ساستغرب كيف قرأت لك مفرداتي وكيف فتحت لك صندوق تناقضات سكنتني سنين. لكني لن أتعب من الرقص، ساضرب الأرض وأرفع يداي للسماء و... أبدأ من جديد.


Thursday, May 04, 2006

مثير للشفقة..


مثير للشفقة..
أن تكون وقحا ووضيعا وسافلا.. تعامل الناس بازدراء وتعالي، وتظن –مع ذلك- أنهم حين ينحنون لك فإنهم ينحنون بدافع الاحترام لا الخوف!